( فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها ** وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل )
( ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة ** فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي )
( تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً ** عقرت بعيري يامرأ القيس فانزلِ )
4 ( فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ ** ولا تُبعديني من جناك المعللِ )
5 ( فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ ** فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول )
6 ( إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ ** بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ )
7 ( ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت ** عَليّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ )
8 ( أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل ** وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي )
9 ( وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَةٌ ** فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ )
10 ( أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي ** وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل )
( ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي ** بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ )
( و بيضةِ خدر لا يرامُ خباؤها ** تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ )
( تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً ** عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي )
( إذا ما الثريا في السماء تعرضت ** تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ )
( فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها ** لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّلِ )
( فقالت يمين الله ما لكَ حيلةٌ ** وما إن أرى عنك الغوايةَ تنجلي )
( خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا ** على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ )
( فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى ** بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ )
( هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت ** عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ )
( ** صُبحنَ سُلافاً مِن رَحيقٍ مُفَلفَلِ )
( مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَةٍ ** ترائبها مصقولةٌ كالسجنجل )
( كِبِكْرِ المُقاناةِ البَياضِ بصُفْرَةٍ ** غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ )
( تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي ** بناظرَةٍ من وَحش وَجْرَةَ مُطفِلِ )
( وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش ** إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ )
( وفرعٍ يُغشي المتنَ أسودَ فاحم ** أثيت كقنو النخلةِ المتعثكلِ )
( غدائرهُ مستشزراتٌ إلى العلى ** تضِل المداري في مُثنى ومُرسل )
( وكشح لطيف كالجديل مخصر ** وساق كأنبوبِ السقي المُذلل )
( وَتَعْطو برخَصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّهُ ** أساريعُ ظبي أو مساويكُ إسحلِ )
( تُضيء الظلامَ بالعشاء كأنها ** منارةُ ممسى راهب متبتل )
( وَتُضْحي فَتِيتُ المِسكِ فوق فراشها ** نؤومُ الضُّحى لم تَنْتَطِقْ عن تَفضُّلِ )